الـ ”ريحانة” التي أعدمت في سجون إيران
الأكثر مشاهدة
"أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز عليّ في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب، لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحول إلى غبار. أتوسل إليك أن يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي، ما أن يتم شنقي، ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أو يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء إلي."
كلمات كتبتها ريحانة جباري في وصيتها إلى أمها، لا أحد يعلم كيف كانت حالتها وقت كتابة تلك الكلمات، لا أحد يعلم كيف كانت حالة ريحانة وقت "حكم الإعدام"، هل كانت خائفة؟، أم ثابتة؟، الأقرب أن من كتبت تلك الكلمات القوية وهي تعرف أن نهايتها قريبة، ستذهب إلى الموت دون خوف، بعد سبع سنوات من السجن ظلم، تعذيب و تعدي ومحاكمات ظالمة، صقلها فيها الألم وعرفت أن الموت هو صديق يولد معنا وينتظرنا في نهاية الطريق ويجب أن نمضي معه دون خوف.
"وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف إلى جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضاً أنني تعرضت للاغتصاب، ولم يكن سيتم إلقاء القبض على القاتل، لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم، ومن ثم كنت سوف تقضين حياتك في معاناة وعار"
اتهمت ريحانة في قضية قتل الجراح مرتضى عبد العلي سربندي الموظف السابق في وزارة الاستخبارات، وهي في ال19 من عمرها.
فقد جرى استدراجها للعمل في شقة بطهران، كونها مهندسة ديكور، فحاول الطبيب الاعتداء عليها جنسيًا، فقتلته بسكين دفاعًا عن نفسها.
حكم عليها بالإعدام عام 2009، فدشن ناشطو حقوق الإنسان في إيران حملة تنادي بوقف حكم الإعدام وبدا أنها نجحت في تأجيل التنفيذ، كما احتج المجتمع الدولي على الحكم بحقها، لكن بعد محاكمات عدة تم تنفيذ حكم الإعدام فيها في أكتوبر 2014، مما دفع منظمة العفو الدولية لتصف ذلك بأنه "وصمة عار جديدة في حصيلة حقوق الإنسان في إيران".
"أمام محكمة الله سأوجه الاتهام للمفتشين وقضاة المحكمة العليا الذين ضربوني ولم يتورعوا عن التحرش بي، أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب "فروندى"، سأوجه الاتهام إلى "قاسم شعباني" وكُل من ظلمني أو انتهك حقوقي، سواء عن جهل أو كذب، ولم ينتبهوا إلى أن الحقيقة ليست دائما كما تبدو"
وصف فريبرز جباري، عم ريحانة، إعدامها بأنه "اغتيال حكومي"، وقال خلال مؤتمر صحفي في برلين إن "ريحانة تعرضت إلى التعذيب الجسدي والنفسي لمرات عديدة خلال سجنها من قبل ضباط الأمن، وأرغمت على الأدلاء باعترافات قسرية".
وذكر أن مسؤولي السجن طلبوا من ريحانة قبيل تنفيذ الإعدام بحقها أن تقول أمام الكاميرا إن المقتول لم يقصد الاعتداء الجنسي عليها، لكنها رفضت ذلك حتى اللحظة الأخيرة.
"هذا البلد الذي زرعت حبه في داخلي لم يكن يريدني أبدًا"
"العالم لم يحبنا. والآن أنا أستسلم لذلك وأحتضن الموت...... عزيزتي شعلة ذات القلب الطيب، في الآخرة سنوجه نحن الاتهام؛ وسيكونون هم متهمين. دعينا ننتظر إرادة الله. أردت أن أضمك حتى أموت. أحبك".
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا